أتى النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) فأسلم، و حديثه عند الليث بن سعد، عن عامر الجيشانيّ. كذا أورده ابن عبد البرّ تبعا لابن أبي حاتم. و فيه أوهام نبيّنها، منها قوله ابن بشير، و إنما هو ابن بشر و منها قوله: إنه من جيشان، و إنما هو معافري و منها قوله: إنه أتى النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) و هو لم يأته، و إنما حكى قصة رجل من جيشان أتاه فسأله. و منها قوله: عامر الجيشانيّ، و إنما هو المعافريّ.
و قد أخرج الحديث أبو موسى في «الذّيل» من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، عن عامر بن يحيى عن أوس بن بشير- أنّ رجلا من أهل اليمن من جيشان أتى النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) فقال: إن لنا شرابا يقال له المزر [3] من الدرة، فقال: أ له نشوة؟ قال: نعم. قال: فلا تشربوه.
و قال أبو موسى: قد روي هذا الحديث عن ديلم الجيشانيّ
و أظنّه هو الّذي سأل.
قلت: و قد ذكره البخاريّ في تاريخه، فقال: أوس بن بشر المعافري يعدّ في المصريين، صحب أصحاب النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم). روى عنه عامر بن يحيى المعافريّ.
و واهب بن عبد اللَّه. و سمع عقبة بن عامر، و كذا ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين.
فرّق الطبرانيّ بينه و بين أوس بن ثابت- أخي حسّان، و هو هو، فروى في ترجمة هذا عن عروة: فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن مالك ابن النجار. و شهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، ثم ذكر عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، لا عقب له، و إنما اشتبه على الطبراني من وجهين: أحدهما أنه لم ينسب أوس بن ثابت أخا حسان. و الآخر أنه قال: هو والد شداد. و رأى قول موسى إنه لم يعقب فحكم بأنه غيره.
[2] جيشان: بالفتح ثم السكون و شين معجمة و ألف و نون و هي مدينة و كورة ينسب إليها الخمر السود، خيشان ملاحة باليمن و حيشان أيضا خطة بمصر بالفسطاط. انظر معجم البلدان 2/ 232، 233.
[3] المزر: نبيذ الشعير و الحنطة و الحبوب، و قيل: نبيذ الذرة خاصة. اللسان 6/ 4191.
[4] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الثقات 1/ 9، 6/ 73، التحفة اللطيفة 1/ 346 عنوان النجاة 48، الاستبصار 54، و معجم الثقات 243، أصحاب بدر 227، الطبقات الكبرى 3/ 55، الجامع في الرجال 286، أسد الغابة ت (290) الاستيعاب ت (103).